بعد انخفاضات السوق الأخيرة، قد يتبدّى للجميع أن الاستثمار عملية محفوفة بالمخاطر والمعوقات والتي ستكون صعبة جدًا على الأفراد الغير متفرغين. فعلى المدى القصير؛ لا يمكن لأحد أن ينكر التأرجحات الكبيرة ارتفاعًا وانخفاضًا في أسواق المال.
لكن القاعدة الأساسية في الاستثمار، وهو موضوعنا في هذا المقال، هو أنك كلما استثمرت لفترة أطول، قلَّ فيها مدى تأثرك من تأرجحات السوق. أو بمعنى آخر، احتمالية خسارتك ستكون أقل.
هذه ما توضحه معظم التحليلات التاريخية لأسواق المال. حيث توجد دراسة لبيانات الـ 148 سنة الماضية (منذ عام 1871م)، إذا كانت مدة استثمارك لا تتجاوز شهر، فإن احتمالية خسارتك تقارب 40%. حيث أن 704 شهر من 1790 شهر خلال الفترة الكاملة حقق فيها السوق خسائر. تتغير النسب بشكل تدريجي لصالح المستثمر كلما زادت فترة الاستثمار. على سبيل المثال، إذا قمت بتغيير مدة الاستثمار الى 12 شهر (أو سنة) بدلًا من شهر، فإن احتمالية الخسارة تقل إلى 30%. إذا كانت لفترة 5 سنوات، فإن الاحتمالية تقل إلى 20%، وهكذا دواليك؛ كما هو موضح في الرسم البياني التالي.
لفترات احتفاظ طويلة جدًا تظهر احصائيات مثيرة للاهتمام وغير متوقعة. لأي فترة استثمار 20 سنة منذ عام 1871 وحتى 2020، فإن احتمالية الخسارة تبلغ 0.1%! حيث كانت فقط فترة 20 سنة واحدة حققت خسارة، وهي فترة استثمار من عام 1901-يوليو وحتى 1921-يونيو. أي بمعنى أنه لأي فترة احتفاظ أخرى 20 سنة خلال المدة كلها، كانت ستكون محصلة استثمارك رابحة.
تشير البيانات إلى رسالة واضحة جدًا ومخالفة للتصورات السائدة. الإستثمارات قصيرة المدى تحمل قدرًا عاليًا من المخاطرة. أما الاستثمارات طويل الأجل؛ فليست إلى ذلك الحد!
المراجع: the Data that shows a case for long-term investing https://www.schroders.com/en/uk/private-investor/insights/markets/the-data-that-shows-a-case-for-long-term-investing/
